السبت، 29 سبتمبر 2012

متطلبات وبيئات وأدوات التعلم الإلكتروني



مقدمة:
يبحث التربويون باستمرار عن أفضل الطرائق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام المتعلمين وحثهم على تبادل الآراء والخبرات.  وتُعد تقنية المعلومات ممثلة في الحاسب والإنترنت وما يلحق بهما من وسائط متعددة من أنجح الوسائل  لتوفير هذه البيئة التعليمية الثرية، حيث يمكن العمل في مشروعات تعاونية بين مدارس مختلفة، ويمكن للطلبة أن يطوروا معرفتهم بموضوعات تهمهم من خلال الاتصال بأصدقاء وخبراء لهم الاهتمامات نفسها.  وتقع على الطلبة مسؤولية البحث عن المعلومات وصياغتها مما ينمي مهارات التفكير لديهم, كما أن الاتصال بوساطة الإنترنت ينمي مهارات الكتابة ومهارات اللغة الإنجليزية حيث تزود الإنترنت الطلبة والمعلمين على حد سواء بالنصوص المكتوبة  باللغة الإنجليزية في شتى الموضوعات والمستويات المختلفة.  أما بالنسبة للمعلمين فإن الاتصال بالشبكة العالمية واستخدام التقنية تمكن المعلم من الوصول إلى خبرات وتجارب تعليمية يصعب الوصول إليها بطرق أخرى. وتكمن قوة الإنترنت مثلاً في قدرتها على الربط بين الأشخاص بوساطة مسافات هائلة وبين مصادر معلوماتية متباينة، فاستخدام هذه التكنولوجيا تزيد من فرص التعليم وتمتد بها إلى مدى أبعد من نطاق المدارس، وهذا ما عرف بمسمى التعليم الإلكتروني الذي يعد من أهم ميزات مدرسة المستقبل.
  
     متطلبات التعلم الإلكتروني :
1- توفير البنية التحتية اللازمة و المتمثلة في الشبكات والأجهزة والبرمجيات وخطوط اتصال سريعة .
2- توعية عناصر  المنظومة التعليمية (المُعلم، والمُتعلم، والمؤسسة التعليمية، والبيت، والمجتمع، والبيئة)، بأهمية وكيفية وفعالية التعلم الإلكتروني،
 3- تدريب (المُعلم ، المتعلم) بما يمكن تسهيل استخدام هذه التقنية من خلال دورات ونحوها.
4- تصميم وبناء المقررات الإلكترونية والبرامج التعليمية بناءاً على أسس ومعايير ممتازة وتقديمها عبر الشبكة على مدار الساعة .
5- استخدام برامج أو أنظمة تراقب هذه العملية ككل مثل استخدام نظم إدارة التعلم للتحكم في عمليات التسجيل والمتابعة والتقويم وغيرها .

أدوات التعلم الإلكتروني :
نحن نعلم بأن للتعلم الإلكتروني نوعان رئيسيان وهما تعلم إلكتروني متزامن وتعلم إلكتروني غير متزامن ولكل منهما أدوات قد تساعده , سنذكر كل منهما على حدة .
أولاً : أدوات التعلم الإلكتروني المتزامن :
أ- غرف الدردشة أو المحادثة (Internet Relay Chat):
وهي خدمة تعمل على التفاعل بين المتعلمين بعضهم البعض أو بين المتعلمين وبين معلمهم عبر الحديث مع بعضهم البعض في وقت مباشر , وكانت تتميز كذلك بأنها تزامنية أي في نفس الوقت , ولخدمة المحادثة أشكال متعددة سواء كانت محادثة كتابية أو صوتية أو مرئية .
ب- المؤتمرات الصوتية (Audio Conferences ) :
وهي تقنية تعد من أولى مراحل الاتصال والتفاعل بين المتعلمين والمعلم حيث يقوم المعلم بالتحدث إلى الطلاب والذين يتواجدون في أماكن متفرقة باستخدام شبكات الاتصال .
ج- مؤتمرات الفيديو (Video Conferences) :
وبذلك تقوم هذه التقنية بالربط بين المعلمين مع طلابهم في مواقع متفرقة وبعيدة عبر شبكة تلفزيونية عالية القدرة , ويصل أي متعلم لهذه الشبكة عبر طرفيات باستخدام شبكة الإنترنت , ومن خلالها يستطيع المشاهدة والحوار والتفاعل مع المختص وكأنهما في نفس الموقع .
د- اللوح الأبيض التشاركي (Shared White Board) :
تستخدم هذه الأداة في مؤتمرات الفيديو , وبرامج المحادثة ومجموعات النقاش والصفوف الافتراضية لعرض النصوص المكتوبة أو المسموعة , والشرائح والرسوم والصور والملفات ونحوها عبر شاشة الحاسب , التي يتبادلها الأشخاص مع بعضهم البعض , فما يكتبه أحدهم أو يعرضه يظهر في التو على شاشة الآخرين وهو قابل للتعديل والإضافة والنقاش بينهم , كما يكون قابلاً للحفظ في ملفات يمكن العودة إليها فيما بعد .




ثانياً : أدوات التعلم الإلكتروني غير المتزامن :
أ- الشبكة النسيجية (WWW) :
عند ظهور الشبكة النسيجية بشكلها النهائي في عام 1993م وبدأ الجيل الأول منها أفادت هذه الخدمة المتعلمين بشكل كبير وملموس ,. ومع تطور برامج التصفح أصبح هذا العمل أسهل من ذي قبل في كيفية الحصول على المعلومة.
وقد ساعدت الشبكة النسيجية بشكل كبير في تقدم التعلم الإلكتروني في نشر البحوث ووضع المناهج والدروس والتدريب عليها عبر هذه الشبكة .
ولا نغفل عمل المواقع التي ظهرت على هذه الشبكة والتي تدعم التعلم الإلكتروني كالمدونات والويكي واليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر والجوجل بلس وغيرها والتي جعلت عملية التواصل والتفاعل والحوار وتناقل الخبرات والمعلومات أفضل من ذي قبل.
ب- البريد الإلكتروني (Electronic Mail) :
تساعد هذه التقنية المتعلم أن يتبادل الرسائل والصور والنصوص والمقالات وغيرها مع شخص واحد أو عدة أشخاص في وقت لا يكاد يذكر , سواء بين المعلم وطلابه أو بين الطلاب أنفسهم , وتتميز هذه التقنية بالسرعة وقلة التكلفة وإمكانية استخدامها في أي وقت وأي مكان .
ج- خدمة نقل الملفات (FTP) :
وتقوم هذه الخدمة بنقل الملفات من حاسب إلى آخر , ولم تظهر هذه التقنية إلا بعد ظهور شبكة الاتصالات وشبكة الإنترنت , وقد ساهمت بشكل مباشر في تحسين التفاعل بين الطلاب أو المتعلمين في التعلم عن بعد وساهمت  أيضاً في نقل الكتب الكتب الإلكترونية عبر الشبكة .
د- مجموعات النقاش (Discussion Groups) :
وهي أحد أدوات الاتصال الكتابي اللاتزامني عبر شبكة الإنترنت بين مجموعة من الأفراد من ذوي الاهتمام المشترك في تخصص معين , بحيث يرسل أي فرد مشترك في هذه الخدمة رسالة لكافة أفراد المجموعة خبراً أو تعليقاً ويطلب من كل المجموعة المشاركة فيه والتعليق عليه .



أنواع بـيئات التعليم الالكتروني :
تزامن مع ظهور التعليم الالكتروني مجموعة من المصطلحات والمفاهيم المرتبطة به ،ولعل من  أبرزها مفهوم بيئات التعليم الالكتروني ،والتي يمكن تصنيفها إلى نوعين كما يذكر زيتون (2005م ،ص143) ، هما  :
1- البيئات الواقعية : وهي عبارة عن أماكن دراسة موجودة على أرض الواقع ، تتكون من مكونات البيئة التقليدية من حوائط و أسقف وتجهيزات ، إلا انه  يتوفر  فيها تجهيزات خاصة بالتعليم الالكتروني من أجهزة حاسب وبرمجيات واتصالات .
ومن أمثلة البيئات الواقعية للتعليم الالكتروني ، ما يلي :
أ- الفصل الدراسي :  ويقصد به الفصل الدراسي العادي  المزود  بالأجهزة  والبرمجيات و الاتصالات اللازمة لاستخدام  التعليم الالكتروني ، وينقسم إلى نوعين :
    1- فصل دراسي الكتروني كامل :وهو الفصل المزود بأجهزة حاسب بعدد الطلاب  وجهاز للمعلم مزود ببرنامج أداة الصف بحيث يصبح هذا الجهاز عبارة عن ( Server )   ومتصل بالشبكة الداخلية في المدرسة .
   2- فصل دراسي الكتروني جزئي : وهو الفصل الذي يتوفر فيه فقط جهاز حاسب للمعلم متصل بالشبكة الداخلية في  المدرسة وجهاز عرض البيانات وشاشة عرض مستقلة في مقدمة الفصل الدراسي  .
ب- معمل الحاسب : ويقصد به  احد الفصول الدراسية الذي يتوفر فيه بيئة مثالية لتوظيف الحاسب والانترنت في التعليم من خلال توفر عدد كاف من أجهزة الحاسب الآلي  وملحقاتها وشبكة اتصالات جيدة في مكان  واحد ، مرتبة بشكل مدروس  ويشرف على  هذا المعمل معلم الحاسب أو فني مختص.
ج- الفصل الذكي : هو عبارة عن معمل يتوفر  فيه  عدد من أجهزة الحاسب  بعدد طلاب  الصف  وملحقاتها  وجهاز ( Server ) للمعلم متصلة مع بعضها من خلال شبكة محلية ، مما يمكن المعلم من التواصل مع طلابه  ومن التحكم  فيما يشاهدوا على شاشات أجهزتهم   ويلاحظ بأنه يختلف عن معمل الحاسب بإمكانية إدارته الكترونياً .
2- البيئات الافتراضية : وهي البيئات  التي تحاكي من حيث مكوناتها  ووظائفها بيئة التعليم الفيزيقية المادية التقليدية ، وتكون في  الوقت  نفسه بسيطة من حيث إمكانية استخدامها  وسهولة الدخول  إليها ، وتوجد هذه البيئات على مواقع معينة على الشبكة العالمية للمعلومات.
ومن أمثلة البيئات  الافتراضية للتعليم الالكتروني ما يلي  :
أ- الفصل الافتراضي  : هو عبارة عن غرفة إلكترونية في جهاز الحاسب ، يلتقي من خلالها الطلبة والمعلم عن طريق الانترنت وفي أوقات متزامنة أو غير  متزامنة للعمل على تقديم الدروس وأداء الواجبات وانجاز المشاريع .
 وينقسم الفصل الافتراضي إلى نوعين :
1-   الفصل الافتراضي  المتزامن : وهو الفصل الذي يلتقي فيه الطلاب مع المعلم في الوقت نفسه عن طريق الانترنت ، مما يتيح للطالب مناقشة زملاءه ومعلمه  ويتعاون مع زملاءه وينجز  التكليفات الموكلة  إليه ويتلقى التغذية الراجعة  الفورية من معلمه . ومن أهم أدوات الفصل الافتراضي المتزامن اللوح الأبيض  التشاركي .
2-   الفصل الافتراضي غير المتزامن : وهو الفصل الذي يدخل إليه الطالب دون وجود المعلم في الوقت نفسه ، فهو يدخل إلى الصفحة الرئيسية للصف الافتراضي ويتنقل عبر محتويتها كما يريد ، و يقرأ بعض المقررات ، ويحصل على التكليفات  ثم يقوم بحلها وإرسالها إلى المعلم عن طريق البريد الالكتروني .
ب- المعمل الافتراضي : و يقصد  به  معمل يحاكي المعمل التقليدي من خلال توفر أدوات  ووسائل يتمكن الطالب من تحريكها باستخدام  الفارة  وإجراء التجارب عليها في واقع يشبه الواقع التقليدي .



رابط الموضوع على اليوتيوب :


المراجع :
1- تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني    أ.د. دلال ملحس استينية   و الدكتور عمر موسى سرحان
2- وسائل وتكنولوجيا التعليم    أ.د أحمد محمد سالم
3-التعلم الإلكتروني أ.د حسن حسين زيتون
4- بحث بعنوان (متطلبات التعليم الإلكتروني) مقدم إلى مؤتمر التعليم الإلكتروني ...آفاق وتحديات          د. عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد الموسى
5- مبادىء تصميم المقررات الإلكترونية المشتقة من نظريات التعلم وتطبيقاتها التعليمية
دراسة مقدمة من:    د. السيد عبد المولى السيد أبو خطوة 
أستاذ تكنولوجيا التعليم المساعد         كلية التربية – جامعة الاسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق