الجمعة، 14 ديسمبر 2012

التعلم المدمج

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحديث عن تطوير التعليم لا يتوقف لاقتناع الحكومات والشعوب معا ان النهضة الحقيقية في أي بلد لا يأتي الا بنهضة تعليمية حقيقيه فالتعليم الجيد يؤدى الى استثمار جيد ونهضة كبيرة لذا بدأت الحكومات تفكر في تغيير الانظمة التعليمية والتحول من التعليم التقليدي القائم على المعلم كمصدر أساسي ووحيد للمعلومات الى تعلم الكترونى المعلم فيه مساعد ومكمل للتعليم ويعتمد على مصادر الويب .
ويلاحظ ان الذى يحدث في التعلم المدمج  هو تكامل بين التعليم التقليدي والتعلم الإلكتروني ووفقا لذلك يمكن ان نطلق على صيغة التكامل هذه بالتعلم المدمج Blended Learning الذى يستخدم التعلم الإلكتروني بكافة أنواعه وأشكاله ضمن التعليم التقليدي وبشكل متفاعل وتعد مرحلة انتقالية للتحول الكامل للتعلم الإلكتروني والتي قد يستغرق وقتا طويلا نظرا للظرف الاقتصادية والاجتماعية الذى يعانى منها كثير من البلدان العربية التي تطبق نظام التعلم الإلكتروني.



ماهية التعلم المدمج:
تعددت مسميات التعليم المدمج ومن هذه التسميات  :
التعليم المزيج .
التعليم الخليط .
التعليم المتمازج .
التعليم المؤلف .

تعددت تعريفات التعلــــــم المدمج وذلك باختلاف الرؤية له، فيعرفه الغريب ( زاهر إسماعيل 2009) بأنه توظيف المستحدثات التكنولوجية في الدمج بين الأهداف والمحتوى ومصادر وأنشطة التعلم وطرق توصيل المعلومات من خلال أسلوبي التعلم وجهاً لوجه والتعليم الإلكتروني لإحداث التفاعل بين عضو هيئة التدريس بكونه معلم ومرشد للطلاب من خلال المستحدثات التي لا يشترط أن تكون أدوات إلكترونية محددة.

ويعرفه (محمد عطية 2003) بأنه نظام متكامل يهدف إلى مساعدة المتعلم خلال كل مرحلة من مراحل تعلمه، ويقوم على الدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني بأشكاله المختلفة داخل قاعات الدراسة.

كما يعرفه Alekse, et al(2004) بأنه ذلك النوع من التعليم الذي تستخدم خلاله مجموعة فعالة من وسائل التقديم المتعددة وطرق التدريس وأنماط التعلم والتي تسهل عملية التعلم، ويبنى على أساس الدمج بين الأساليب التقليدية التي يلتقي فيها الطلاب وجهاً لوجه Face – to - face وبين أساليب التعليم الإلكتروني E-learning.

يعرف التعلم المدمج بأنه إحدى صيغ التعليم أو التعلم التي يندمج فيها التعلم الالكتروني مع التعلم الصفي التقليدي في إطار واحد ، حيث توظف أدوات التعلم الالكتروني سواء المعتمدة على الكمبيوتر أو على الشبكة في الدروس ، مثل معامل الكمبيوتر والصفوف الذكية ويلتقي المعلم مع الطالب وجها لوجه معظم الأحيان.
(حسن زيتون،2005 )

 وببساطة شديدة يمكن تعريف التعليم المدمج على أنه طريقة للتعليم تهدف إلى مساعدة المتعلم على تحقيق مخرجات التعلم المستهدفة، وذلك من خلال الدمج بين أشكال التعليم التقليدية وبين التعليم الإلكتروني بأنماطه داخل قاعات الدراسة وخارجها.

 ميزات التعلم المدمج:

يرى كل من ( Charles et al ,2004). ، و ( حسن علي حسن سلامة،2005)،و( Krause, 2007) أن مزايا التعلم المدمج تتمثل فيما يلي:

(1) خفض نفقات التعلم بشكل هائل بالمقارنة بالتعلم الالكتروني وحده.

(2) توفير الاتصال وجها لوجه؛ مما يزيد من التفاعل بين الطالب و المدرب، والطلاب وبعضهم البعض ، والطلاب والمحتوى.

(3) تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بين المتعلمين فيما بينهم وبين المعلمين أيضا .

(4) المرونة الكافية لمقابلة كافة الاحتياجات الفردية وأنماط التعلم لدى المتعلمين باختلاف مستوياتهم وأعمارهم وأوقاتهم.

(5) الاستفادة من التقدم التكنولوجي في التصميم والتنفيذ والاستخدام.

(6) إثراء المعرفة الإنسانية ورفع جودة العملية التعليمية ومن ثم جودة المنتج التعليمي وكفاءة المعلمين.

(7) التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات للاستفادة والإفادة من كل ما هو جديد في العلوم.

(8) كثير من الموضوعات العلمية يصعب للغاية تدريسها الكترونيا بالكامل وبصفة خاصة مثل المهارات العالية واستخدام التعلم الخليط يمثل احد الحلول المقترحة لحل مثل تلك المشكلات.

(9) الانتقال من التعلم الجماعي إلى التعلم المتمركز حول الطلاب، و الذي يصبح فيه الطلاب نشيطون وتفاعليون .

(10) يعمل على تكامل نظم التقويم التكويني والنهائي للطلاب والمعلمين.

(11) يثري خبرة المتعلم ونتائج التعلم ،و يحسن من فرص التعلم الرسمية وغير الرسمية .

(12) يوفر المرونة من حيث التنفيذ على مستوى البرنامج ، وتدعيم التوجهات الاستراتيجية المؤسسية الحالية في التعلم والتعليم ، بما في ذلك فرص تعزيز التخصصات ، وتدويل المناهج الدراسية .

(13) يجعل من الاستخدام الأمثل للموارد المادية والافتراضية.

متطلبات التعلم المدمج:
1- متطلبات تقنية :
- يحتاج إلى تزويد الفصول بجهاز حاسب إلى وجهاز عرض Data Show متصل بالإنترنت.
- توفير مقرر الكتروني لكل مادة.
- توفير نظام لإدارة التعليم (Learning Management System (LMS) .
- توفير نظام إدارة المحتويات Learning Content Management System (LCMS)).
- توفير برامج التقييم الالكتروني E-Evaluate.
- تحديد مواقع يمكن الاتصال بها.
- توفير مواقع التحاور الالكتروني للتحاور مع الخبراء في المجال.
2- متطلبات بشرية :
والمتطلبات البشرية تمثل قطبي العملية التعليمية وهما الطالب والمعلم ولكل منهم طبيعة خاصة في ظل التعلم المدمج والكل له دور لا يقل أهمية عن الأخر لإنجاح هذا النوع من التعليم
المعلم:
- لديه القدرة على التدريس التقليدي ثم تطبيق ما قام بتدريسه عن طريق الحاسب.
- لديه القدرة على البحث عن ما هو جديد على الانترنت والرغبة في تطوير مقرره وتجديد معلومته بصفه مستمرة.
- لديه القدرة على التعامل مع برامج تصميم المقررات سواء الجاهز منها أو التي تتطلب مهارة خاصة.
- لديه القدرة على تصميم الاختبارات بنفسه حتى يحول الاختبارات التقليدية إلى إلكترونيه.
- التعامل مع البريد الالكتروني وتبادل الرسائل بينه وبين طلابه.
- لديه الرغبة في الانتقال من مرحلة التعليم التقليدي إلى مرحلة التعليم الالكتروني.
- يحول كل ما يقوم بشرحه من صورته الجامدة إلى واقع حي يثير انتباه الطلاب عن طريق الوسائط المتعددة Multimediaوالفائقة Hypermedia من خلال الانترنت.
- لابد من أن يرسخ في ذهنه أن دخول التعليم الالكتروني والتحول الكامل إلى الفصول الافتراضية والمقررات الالكترونية و الإدارة الالكترونية أمر حتمي حتى يتم تحفيزه على العمل والتدريب الجيد خلال فترة التعليم المدمج والاستفادة منها.
- لدية القدرة على خلق روح المشاركة والتفاعلية داخل الفصل.
- استيعاب الهدف من التعليم .
الطالب:
يحتاج الطالب في ظل التعليم المدمج أن يفهم انه ٌمشارك في العملية التعليمية ويجب أن يشعر أن دورة هام لكي يتفاعل مع المعلم في الوصول إلى الهدف :
- لابد أن يشعر الطالب أنه مشارك وليس متلقي.
- يجب ان يتدرب على المحادثة عبر الشبكة.
- لديه القدرة على التعامل مع البريد الإلكتروني.
دراسات حول استخدام التعلم المدمج
اتفقت العديد من الدراسات حول فاعلية استخدام التعلم المدمج في مراحل التعليم العام والعالي ومن هذه الدراسات :
دراسة في جامعة هارفارد في عام 2002م بكلية التجارة وتذكر بأنه قد حدث تحسن في تعلم الطلاب عندما تم إضافة ساعات تدريسية في فصول تقليدية إلى المساقات التي تدرس إلكترونياً، بل إن درجة الرضا لدى الطلاب قد زادت بدرجة دالة إحصائياً بالمقارنة بزملائهم الذين درسوا نفس المقرر بالتعلم الإلكتروني ,كما وُجِد أن كتابة التقارير من قبل الطلاب الذين تعلموا تعلماً مؤلفا كانت أكثر جودة وأسرع في التسليم وأفضل في النوعية من نفس التقارير التي أعدها زملائهم الذين تعلموا تعلماً إلكترونياً فقط .
الدراسة التي قام بها محمد الشمري  بعنوان (أثر استخدام التعلم المدمج في تدريس مادة الجغرافيا على تحصيل طلاب الصف الثالث المتوسط في محافظه حفر الباطن واتجاههم نحوه )


المراجع
1-    تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني تأليف أحمد سالم
2- مجلة التعليم الإلكتروني مقال لـ أ.م.د. إسماعيل محمد اسماعيل حسن بعنوان التعليم المدمج Blended Learning تاريخ العدد   01-MAR-2010
http://emag.mans.edu.eg/index.php?page=news&task=show&id=48&sessionID=14
3- مجلة المعلوماتية  العدد 21 مقال للدكتور محمد عبدة عماشة بعنوان التعلم الإلكتروني المدمج   http://informatics.gov.sa/articles.php?artid=274
4- رؤية جديدة في التعليم الإلكتروني تأليف حسن زيتون

الخميس، 1 نوفمبر 2012

رضا الأساتذه والطلاب في التعلم الالكتروني




المقدمة :
إن جودة التعلم الالكتروني لا تكمن في توصيل المعلومات إلكترونيا الى الطالب فقط, ولكنها تعني التفاعل بين عناصر العملية التعليمية في بيئة التعلم الإلكتروني . ويمكن تعريف الجودة في التعليم الإلكتروني بأنها "عملية الإنتاج المشترك بين بيئة التعلم الإلكتروني والمتعلم والمؤسسة التعليمية بما سيضمن أن المخرجات من العملية التعليمية لا تتأثر بعمليات إنتاج المؤسسة".
القواعد الخمس لنجاح التعلم الالكتروني (Five Pillars) :
1- الوصول (Access)
2- الجدوى التعليمية (Learning Effectiveness)
3-رضى الأساتذة (Faculty Satisfaction)
4- رضى الطلاب (Student Satisfaction)
5-الجدوى الاقتصادية (Cost Effectiveness)
وسيتم الحديث بإذن الله عن رضى الأساتذة ورضى الطلاب بشكل مفصل .
رضى الأساتذة (Faculty Satisfaction):
إن نجاح التعلم الإلكتروني يعتمد بشكل كبير على رضى الأساتذة الذين يقومون بتدريس مقرراتهم بطريقة إلكترونية، فإن كانوا راضين عن التدريس بهذه الطريقة فإنهم سيستمرون في التدريس بها، أما إذا كانوا غير راضين فإنهم لن يقوموا بتدريس مقررات إلكترونية ولن يعاودوا الكرّة في المستقبل، وسيكون احتمال نجاح التعلم الإلكتروني ضعيفاً. ورضى الأساتذة يمثل تحدياً كبيراً لأن دورهم في العملية التعليمية باستخدام تقنيات التعلم الإلكترونية بدأ يتغير من مجرد خبراء في محتوى المادة العلمية إلى خبراء، ومرشدين، وموجهين، ومصممين للمحتوى الرقمي، وعليهم أن يطوروا من مهاراتهم وعاداتهم التدريسية لكي يلعبوا هذا الدور بكفاءة واقتدار. وفي الواقع، فإن رضى الأساتذة يعتمد على عوامل خارجية يجب أن توفرها المؤسسات التعليمية التي تريد تطبيق تعلم إلكتروني ناجح وبجودة عالية. ومن أهم تلك العوامل:
أ‌) توفر البنية التحتية الالكترونية اللازمة لتفعيل التعلم الالكتروني:
يمكن أن يبدأ المعلمون والطلاب استخدام المقررات الالكترونية من المنزل. وهذا يتطلب توفر حاسوب شخصي واشتراك انترنت في المنزل لدى المعلم وطلابه جلهم أو نسبة كبيرة منهم. كما يتطلب مهارات تقنية أساسية لدى المعلم مثل تصفح الانترنت، الدردشة، كيف يبحث عن المواقع التعليمية في الانترنت، معرفة الأدوات الرئيسة في المقرر الالكتروني، كيف يصمم أنشطة تعليم الكتروني مختلفة عن التعليم التقليدي المعتمد على الكتاب وشرح المعلم، كيف يصمم ويبتكر موضوعات نقاش، كيف يدير النقاش بين الطلاب، استخدام البريد الالكتروني في التواصل مع الطلاب.
ب‌) تخصيص ميزانية للتعلم الالكتروني :
لقد أصبح التعليم الالكتروني من متطلبات العصر الذي نعيش فيه. لذا ينبغي أن تكون هذه الميزانية كافية لتغطية نفقات تدريب المعلمين وتقديم الدعم الفني لهم، وتحفيز المعلمين، وتوظيف المدربين والفنيين وغير ذلك.
ت‌) التدريب على مهارات التدريس الإلكتروني واستخدام تقنياته المختلفة :
التدريب الفعال والمستمر حول كل ما يستجد من تقنيات وخدمات في التعلم الإلكتروني يعد من أهم الأمور التي يجب مراعاتها في التعلم الإلكتروني .
مع الاعتبار بأن عضو التدريس قد يكون لديه الكثير من المعوقات حول حضور الدورات التدريبية فيجب اختيار وتعدد الطرق التي يتم فيها التدريب كما هو الحال في برنامج ( قافله التدريب ) والتي تقوم بتدريب أعضاء هيئة التدريس بجامعه الملك سعود في الاقسام بعد أن قدموا التدريب على مستوى الكليات وفي مقر عماده التعلم الالكتروني .
ث‌) التدرج في تطبيق التعلم الإلكتروني :
إن الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعلم الإلكتروني دفعه واحده قد لا يكن بالأمر المناسب أو المقبول به لدى الأساتذة لما قد يحدث من مقاومه للتغيير فالبعض قد يكون راضي عن طريقة تدريسه أو قد يكون من الأشخاص الذين لم يتم تدريبهم بشكل مناسب فلديهم عائق في تطبيق التعلم الالكتروني .
ج‌) توفر الدعم الفني والإداري وتخليصه من كل الإعاقات و المناخات التي تعرقل توفير جودة التعلم .
إن أي نظام في العالم لا يمتلك نظام إداري يقوم بمهمه تنظيم العمل على النظام ونظام دعم فني فوري مآله الفشل , فالتنظيم الإداري يعد من أولى الضروريات للتعلم الإلكتروني وكذلك الدعم الفني الفاعل الذي يقوم بتقديم الخدمة الفنية حين طلبها بشكل متقن ودقيق .
إحصائيات حول رضا الأساتذة في تطبيق التعلم الإلكتروني :




وأيضاً حول مستوى الرضى :


رضا الطلاب (Student Satisfaction) :
تعتبر مرونة التعلم من أي مكان وفي أي زمان، والقدر العالي من التفاعل بين الأساتذة والطلاب أو الطلاب فيما بينهم من أهم عوامل جذب الطلاب للتعلم  بطريقة إلكترونية الذي يتيح كل هذه الفرص للتعلم. وبرغم ذلك، إلا أن أولئك الدارسين يتوقعون الحصول على نفس جودة التعليم التي تقدمها المؤسسات التعليمية في التعليم التقليدي. لذا، فإن جودة التدريس، ومحتوى المادة التعليمية، والدعم الفني لتقنيات التعلم الإلكتروني، وأساليب تقويم متنوعة تتناسب مع أنماط وظروف الدراسة من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق قدر عال من رضى الطلاب. وتقول جوين همبرت روشيستر للتقنية عند قيامها بإلقاء نظرة عن قرب على كيفية تلبية هذه المعاهد لاحتياجات طلابها : بأن المتعلمين عن طريق الإنترنت مثل العملاء الذين يرضون عندما يحصلون على خدمة في الوقت المناسب بالإضافة إلى الدعم مع وجود مخرجات تعليمية عالية الجودة .
العوامل التي تساهم في تحقيق رضى الطلاب في التعلم الالكتروني هي :
1-   مرونة التعلم من أي مكان وفي أي زمان .
2-   التفاعل بين الاستاذ والطالب أو بين الطلاب مع بعضهم .
أظهرت عدد من الدراسات بأن بيئة التعلم الإلكتروني التي توظف مستويات عالية من التفاعل والتعاون بين المتعلمين غالباً ما تنتج برامج تعليمية ناجحة.
3-   الجودة العالية في مخرجات التعلم
4-   توفير الدعم الفني لتقنيات التعلم الإلكتروني
5-   عرض المحتوى بطريقة تفاعلية جذابة
6-   تنوع اساليب التقويم لتتناسب مع أنماط وظروف الدراسة
احصائيات وتجارب حول رضا الطلاب في تطبيق التعلم الإلكتروني :
في استطلاع للرأي قامت به جامعة الملك خالد حول رضا الطلاب عن التدريس عن طريق التعلم الإلكتروني
حيث بلغت النسبة 67% راضين عن التدريس بينما بلغت نسبة 23% عن الراضين نسبياً و 16% عن غير الراضين عن التدريس من خلال التعلم الإلكتروني.


  


رابط الموضوع على اليوتيوب :

المراجع :
1-الجودة في التعلم الإلكتروني للأستاذ أيمن المزروع على الرابط :
2-ورقة بعنوان (FIVE PILLARS OF QUALITY ONLINE EDUCATION) مقدم من شركة سالون على الرابط :

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

نظم إدارة التعلم




مقدمة :
يعتبر التعلم الالكتروني من أهم التطورات التي حدثت في العالم ، وتعد أنظمة إدارة التعلم  (Learning management system) كذلك من أهم الأنظمة الحالية التي ساعدت الأستاذ والطالب على التواصل وجعل عملية التعليم أكثر كفاءة وسرعة وساعدت على إرشاد الطلبة إلى التعلم الذاتي وأتاح للأساتذة أن يعطوا ملاحظاتهم لأكبر عدد ممكن من الطلبة في نفس الوقت.
أنظمة إدارة التعلم هي عبارة عن برنامج Software يصمم للمساعدة في إدارة ومتابعة وتقيم التدريب والتعليم المستمر وجميع أنشطة التعلم في المنشآت وعلى الجانب الآخر ، فإن LMS  لا تركز كثيراً على المحتوى . لا من حيث تكوينه ولا إعادة استخدامه و لا حتى من حيث تطوير المحتوى. وهنا ظهر مفهوم آخر وهو نظام إدارة المحتوى التعليمي Learning Content Management Systemوالذي يركز على محتوى التعليم .فهي تمنح المصممين التعليميين القدرة على إنشاء وتطوير وتعديل المحتوى التعليمي بشكل أكثر فاعلية.
ويفضل غالباً أن يوجد بالمحتوى تفاعلية تضفي شيء من المتعة على التدريب وتحث المتدرب على الاستمرار وتقيس ما أكتسبه من مهارات ، وبنفس الوقت يمكن استقراء هذه التفاعلية من المتدرب لكي يتمكن المصمم من تعديل المحتوى بما يناسب أداء المتدرب. كما أن بعض أنظمة أدارة المحتوى تتيح حتى للمتدربين الإضافة للمحتوى وتبادل المعارف بينهم.ورغم تعريفنا لأنظمة  أدارة التعلم  (LMS) وأنظمة إدارة المحتوى (LCMS) تحت عنوانين مختلفين ، إلا أنهما بالواقع مكملين لبعضهم البعض.
تعريف نظم إدارة التعلم الإلكتروني :
يعرفها(مندورة،1425) بأنها حزم برامج متكاملة تشكل نظاما لإدارة المحتوى المعرفي المطلوب تعلمه أو التدرب عليه وتوفر أدوات للتحكم في عملية التعلم وتعمل هذه النظم في العادة على الإنترنت ،وإن كان من الممكن تشغيلها كذلك على الشبكة المحلية.
ويعرفها المهندس عبدالحميد بسيوني بانها :"برنامج مصمم لإدارة ومتابعة وتقييم جميع أنشطة التعلم , لذلك فهو حل لتخطيط وإدارة جميع أنشطة التعلم في المؤسسة .
أنشطة نظم إدارة التعلم :
ويحتوي نظام إدارة التعلم على الأقل على الأنشطة التالية :
التسجيل: يعني إدراج وإدارة بيانات المتدربين.
الجدولة: تعني جدولة المقرر، ووضع خطة التدريب.
التوصيل: ويعني إتاحة المحتوى للمتدرب.
التتبع: ويعني متابعة أداء المتدرب وإصدار تقارير بذلك.
الاتصال: وتعني التواصل بين المتدربين من خلال الدردشات، ومنتديات النقاش، والبريد، مشاركة الشاشات.
الاختبارات: وتعني إجراء اختبارات للمتدربين والتعامل مع تقييمهم.
أنواع نظم إدارة التعلم :
وقد صنف الكثير من الباحثين نظم إدارة التعلم إلى نوعين رئيسيين هما :
1- نظم إدارة تعلم مفتوحة المصدر (OSS)(Open Source Software):
وهي برمجيات مجانية يمكن الحصول عليها وتعديلها وتوزيعها بناءاً على أسس استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر .
وهنالك العديد من الأنظمة على هذا النوع نذكر منها على سبيل المثال :
أ- نظام مودل لإدارة التعلم الإلكتروني (MOODEL) .
وهو من إنتاج شركة مودل , وقد صمم لمساعدة المعلم في توفير بيئة تعليمية إلكترونية , ويمكن استخدامه على المستوى الفردي أو ضمن مؤسسة تخدم آلاف المتعلمين , والنظام مصمم بلغة PHP مع قاعدة بيانات MySQL , ويمتاز هذا النظام بوجود منتدى نقاش وغرف دردشة ومحرك بحث وتقسيم المتعلمين إلى مجموعات وإعطائهم حرية إنشاء صفحات ويب شخصية وتقييمهم باختبارات , ويستطيع المدرب التعقيب على الطلاب ومتابعتهم , كما يمكن المدرب من اختيار طريقة التعلم كما أنه يدعم أكثر من 45 لغة منها اللغة العربية , ويمكن لهذا النظام أن يخدم جامعة تظم 40 ألف متعلم , وموقع النظام يضم حوالي 75 ألف مستخدم مسجل يتكلمون 70 لغة مختلفة من 138 دولة .
ب- نظام دوكيوز لإدارة التعلم الإلكتروني (Claroline Dokeos) .
وهو نظام يستخدم في أكثر من 1000 منظمة تعليمية حول العالم .
ج- نظام أتوتر لإدارة التعلم الإلكتروني (Atutor)
هو نظام إدارة تعلم مفتوح المصدر صمم ليكون سهل وسريع  التركيب من قبل مديري النظام و سهل الاستخدام لكل من المدرب والمتدرب. كما أن النظام متوافق مع (SCORM) و(IMS). أما من ناحية تقنية فإن النظام صمم باستخدام لغة (PHP)  و لقواعد البيانات (MySQL) وبرنامج للخادم مثل (Apache or Microsoft IIS).
بعض مميزاته: وجود منتدى لمناقشه المواضيع المطروحة من قبل المدرب أو المتدرب يتميز بإمكانية التنظيم حسب رغبة المدرب، إمكانية استخدام بريد الإنترنت لتبادل المعلومات، وجود ميزة المحادثة المباشرة الحية بين أفراد مجموعة واحدة أو بين أفراد مجموعتين، وجود ميزة البحث عن المناهج المتوفرة في النظام، وجود ميزة تحميل المادة للمتدرب ، تمكين المدرب من إنشاء تسلسل تعليمي للمحتوى منظم بشكل هرمي بداءً بالمادة أو الدرس أو الموضوع.
2- نظم إدارة تعلم تجارية أو مغلقة المصدر  (Commercial):
وهنالك العديد من الأنظمة على هذا النوع نذكر منها على سبيل المثال :
أ- نظام ويب سيتي (WebCT Campus) .
نظام من إنتاج شركة WebCT شائع الاستخدام في كثير من العديد المؤسسات التعليمية للتعلم الإلكتروني , يقدم النظام بيئة تعليمية إلكترونية بأدوات متعددة بداية من إعداد المقرر لتثبيته على النظام , وهو نظام سهل الاستخدام للمعلم والمتعلم , يتميز هذا النظام باحتوائه على منتدى للنقاش وإمكانية تحميل الملفات وتشاركها بين أعضاء النظام وإتاحة المحادثة الحية , والبحث عن المناهج المتوفرة وتحميلها , ويجعل الخيار للمتعلم بتحميل المادة ودراستها من دون اتصال , ويستطيع المعلم تقسيم المتعلمين إلى شعب ووضع ملفات مشتركة بين كل مجموعة , وإمكانية وضع اختبارات وإدارتها بالوقت وتعدد أشكالها , وفيه العديد من المميزات التي تحتاجها المؤسسة التعليمية حسب احتياجها , ويدعم النظام 14 لغة منها اللغة العربية .
ب- نظام بلاك بورد (Blackboard Academic Suite) .
وهو نظام من إنتاج شركة بلاك بورد يقدم فرصاً تعليمية متنوعة ,وهو يستخدم حاليا في أكثر من 3500 جامعه على مستوى العالم  ويتميز بالمرونة وقابليته للتطوير ,وقد قامت شركة بلاك بورد بأخذ نظام ويب سيتي وتطويره لإنتاج نظامها الجديد , ولهذا النظام تقريباً نفس مميزات نظام WebCT من وضع منتدى للحوار وإمكانية التفاعل عن طريق المحادثات وتحميل الملفات ومشاركتها وإجراء الدروس والاختبارات عن طريقه وغيرها , مع إمكانية مراجعة المادة بعد تحميلها عبر حاسب الجيب من دون اتصال , ويتوفر النظام باللغة العربية والإسبانية والإيطالية والفرنسية .
ج- نظام تدارس(  (Tadarus: تم تطويره من قبل شركة حرف لتقنية المعلومات، يقدم جميع الوظائف التي تحتاجها الجامعات والمدارس والشركات ومراكز التدريب لتقديم مقرراتها وإدارتها عبر الإنترنت، ويحتوي نظام تدارس علي مجموعة من الأنظمة الفرعية تشمل إدارة عمليات القبول والتسجيل، وبناء وإدارة المحتوى التعليمي، وبناء وإدارة الاختبارات والواجبات ونظام لإدارة المخرجات التعليمية وأدوات للتواصل مثل الفصول الافتراضية ومنتديات المناقشة، والبريد الإليكتروني، كما يحتوي أيضا علي مجموعة من التقارير والإحصائيات لمتابعة أداء الطلاب .
معايير نظم إدارة التعلم الإلكتروني :
هناك العديد من المعايير الدولية يجب أن نلتزم بأحدها عندما نقوم ببناء وتأليف وتصميم المقرر الإلكتروني ولما في ذلك من فائدة في  استخدام المحتوى الإلكتروني مع أكثر من نظام لإدارة التعليم الإلكتروني عند ظهور نظام أكثر تطوراً وحداثه.


معيار  سكورم (SCORM) :
شير هذا المصطلح سكورم (SCORM) إلى اختصار العبارة الانجليزية The Sharable Content Object Reference Model ويعني النموذج معايير لمشاركة وحدات مصادر المحتوى، والذي تم تحديده في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قامت مؤسسة التعليم متقدم التوزيع Advanced Distributed Learning والتي يرمز لها بـ (ADL) بتقديم معايير SCORM بالاشتراك مع الحكومة وأكاديمية وزارة الدفاع.
وهي في حقيقتها عبارة عن معايير علمية متوفرة يتم تطبيقها على مادة التعلم لعناصر المحتوى الإلكتروني ،أي أنها أساليب نقل وحدات التعلم Learning Objects بمصادر المحتوى الإلكتروني اللازمة لتوصيل وحدات المحتوى الإلكتروني لكل من الطالب والمؤسسة التعليمية والقائمة في بنائها على المشاركة بالمحتوى الإلكتروني والتي يحقق استخدامها معايير تكنولوجيا التعليم الإلكتروني في ضوء المرونة والخصوصية التي يتمتع بها المحتوى وتقدمها معايير بنظام نقل التعليم (LDS)وإدارته تتبع مساراته.
فوائد معايير SCORM للمحتوى الإلكتروني:
تسعى معايير SCORM إلى تحقيق عدد من الأهداف ومن أهمها ما يلي:
الوصول Accessibility : وهو إمكانية تحديد الموقع والوصول للمحتوى التعليمي من أي مكان وفي أي وقت.
قابلية التكيف Adaptability : وهي المقدرة على التكييف لمقابلة احتياجات المؤسسات والأفراد التعليمية.
الإنتاجية Affordability : وهي المقدرة على زيادة الفعالية والإنتاجية بإنقاص الزمن والتكلفة التي يشتمل عليها توصيل التعليم.
التحمل Durability : وهو إمكانية استخدام المحتوى حتى لو تغيرت التقنية المستخدمة في تقديمه، مثل تحديث نظم التشغيل أو نظام إدارة التعلم LMS .
قابلية التشغيل البينية Interoperability : وهي إمكانية الاتصال بين منصات التشغيل Platforms والأدوات Tools المختلفة وان تعمل معا بكفاءة.
قابلية إعادة الاستخدام Reusability : وهي إمكانية تعديل المحتوى بسهولة واستخدامه عدة مرات باستخدام أدوات ومنصات تشغيل متعددة .
تجارب وإحصائيات استخدام أنظمة إدارة التعلم :

تشير الدراسات كذلك إلى أن حوالي 90% من الجامعات الأمريكية تقدم برامجها عبر نظم إدارة التعلم وتمثل العائدات من هذه النظم ما يقارب من 860مليون دولار مقدمة من حوالي 60 شركة من مقدمي الخدمات المختلفة , وفقا لتقرير عام 2009 من قبل الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير (ASTD) أن حوالي 90% من المؤسسات تستخدم نظم إدارة التعلم في مؤسساتها .
ومن خلال دراسة أجراها الدكتور هشام بركات في جامعة الملك سعود ايضاً على المعلمين او المدربين بالجامعة حول استخدام نظام إدارة التعلم الإلكتروني وجد ان نسبة المؤيدين لهذا النظام وصلت إلى قرابة 86.5% من بين العينة التي أجريت عليها الدراسة ,
أظهر تقرير نشرته عمادة التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد بجامعة الملك سعود ازدياد نسبة المستخدمين النشطين لنظام إدارة التعليم الالكتروني بالجامعة في الفصل الدراسي الثاني من العام 1432هـ، حيث بلغ مقدار هذه الزيادة 326.2% مقارنة بعدد المستخدمين من نفس الفئة في الفصل الدراسي الأول. كما أظهر التقرير ارتفاعا مماثلا في عدد الشعب النشطة في نفس الفترة، حيث ارتفع عددها بنسبة بلغت 179%.

رابط الموضوع على اليوتيوب







المراجع :

1- تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني , تأليف أ.د / دلال ملحس استيتية , والدكتور / عمر موسى سرحان .
2- التعليم الإلكتروني( الأسس والتطبيقات ) , تقديم  أ.د / محمد بن أحمد الرشيد ( وزير التربية والتعليم سابقاً )
تأليف الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز الموسى , والأستاذ / أحمد بن عبدالعزيز المبارك.
3- التعليم الإلكتروني والتعليم بالجوال للمهندس عبدالحميد بسيوني .
4- موقع أصول تكنولوجيا التعليم http://instec.wordpress.com     
5 -موقع فضاءات التعلم الإلكتروني مقال للدكتور عامر مترك البيشي
http://elearningspaces.net
6- http://www.aleqt.com إحصائية نشرتها صحيفة الاقتصادية
7- ورقة عمل بعنوان أنظمة إدارة التعلم الإلكتروني ودورها في تفعيل الاتصال في العملية التربوية والتعليمية للدكتور : محمد بن صنت الحربي.
8- معايير التعليم والتعلم الإلكتروني للأستاذ: فايز بن إبراهيم العضاض مدير إدارة مراكز التقنيات التربوية بالوزارة .
http://www.slideshare.net/aladdad/ss-248295
9- معايير التعليم الإلكتروني للدكتور : جميل أحمد إطميزي على الرابط
http://forum.sa-m.org/showthread.php?t=160&page=1
10- الأكاديمية العربية للتعليم الإلكتروني ( نظم إدارة التعليم )
http://elearning-arab-academy.com/lms/41--lms.html
11- الموسوعة الحرة ويكيبيديا ( نظام إدارة التعلم
http://en.wikipedia.org/wiki/Learning_management_system
12- التعليم الإلكتروني :  تأليف : رضا محمد عطيه وَ شريف شعبان إبراهيم